أخلاق الرّسول الأعظم
صلّى الله عليه وسلّم
...ولنذكّر بإيجاز
مجملًا بأخلاقه الشّريفة ملخّصة من كتب السّير والشّمائل:
كان - صلّى الله عليه
وسلّم - وآله زاهدًا في الدّنيا، متقللًا منها حتّى في الرّخاء واليسر، غير زاهد
في معرفة أسرارها والاتّصال بحقائقها، معرضًا عن مظاهر العظمة حتّى في الفوز والنّصر،
كثير العبادة، دائم الخشية، عفيفًا، نظيفًا، صادقًا، أمينًا، شجاعًا، مقدامًا،
حازمًا، كريمًا، سمحًا، عادلًا، ثابتًا في الشدائد، حريصًا على الوقت، يغضب لله لا
لنفسه، دائم البشر، كثير الابتسام، - ما لم ينـزل عليه القرآن أو يعظ أو يخطب –
واسع الصّدر، لين العريكة، حافظًا للعهد، موفيًا بالعهد، جميل الصّمت، صادق اللّهجة،
حلو الحديث، واضح الجواب، محفوظ اللّسان، حكيم الكلام، يعرض عن الباطل ولو أجمع
النّاس عليه، ويحسن الحسن ويقويه، ويقبح القبيح ويوهيه، إذا تكلم جلساؤه بشؤون
الآخرة تكلم معهم، وإذا خاضوا بأمور الدّنيا خاض معهم، أنيس العشرة مع أهله ومع
النّاس، يجلس حيث ينتهي به المجلس، لا يحسب جليسه أن أحدًا أكرم عليه منه، من
جالسه أو فاوضه في حاجة صابره حتّى يكون هو المنصرف عنها، ومن سأله حاجة لم يردّه
إلاّ بها أو بميسور من القول، يقبل الهديّة ويكافئ عليها، ويتلطّف بخواطر أصحابه،
ويتفقّد من انقطع منهم عن مجلسه، ويقبل عذر المعتذر، ويجالس الفقير، ويجيب دعوة
العبد، غير مداح ولا عياب ولا صخاب، يحذّر النّاس ويحترس منهم، ويكرم كريم كلّ قوم
ويوليه عليهم، يبدأ من لقيه بالسّلام ويبدأ أصحابه بالمصافحة، ويدعوهم بالكنى وأحبّ
أسمائهم إليهم، ويكني من ليس له كنية، ويسلّم على الصّبيان، ويباسطهم ويعود المرضى
ولو في أقصى المدينة، ويخفف عن البائسين، ويشيع الجنائز، ولا يمضي له يوم إلاّ سطر
له التّاريخ فيه صحائف عمل مبرور بمداد من نور. وصفوة القول كان خلقه القرآن وأجدر
بمن كان هذا خلقه أن يبعثه الله سبحانه ليتمّم مكار الأخلاق.
المصدر:
مجلة التمدن الإسلامي، السنة الأولى، العدد الأول، 1354هـ
-بتصرّف.
No comments:
Post a Comment