الأسوة الحسنة 3 ...أيّها الإخوة الكرام، إنّ معرفة سنّة رسول الله
صلّى الله عليه وسلّم القوليّة، ومعرفة سنّته العمليّة أي سيرته فرض عين على كلّ
مسلم، انطلاقاً من أنّه ما لا يتمّ الفرض إلاّ به فهو فرض، وما لا يتمّ الواجب
إلاّ به فهو واجب، وما لا تتمّ السّنة إلاّ به فهو سنّة، وتوضيحاً لذلك الوضوء فرض
لأنّ الصّلاة فرض ولا تتمّ إلاّ به، وحينما يقول الله عزّ وجلّ: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ
فَانْتَهُوا }( سورة الحشر الآية : 7( .
كيف نأتمر بما آتانا
وكيف ننتهي عمّا عنه نهانا إن لم نعرف ما الّذي آتانا وما الّذي عنه نهانا؟ إذاً
هناك في حياتنا فرائض، هناك واجبات، هناك سنن مؤكّدة، هناك سنن غير مؤكّدة، هناك
مستحبات، هناك مباحات، هناك مكروهات كراهة تنزيهية، هناك مكروهات كراهة تحريمية، هناك
حرام، أي الفرائض شرط أساسي لسلامتك وسعادتك، والمحرّمات تحرمك السّلامة
والسّعادة، دقق فرائض، واجبات، سنن مؤكّدة، سنن غير مؤكّدة، مستحبات، مباحات،
مكروهات كراهة تنزيهية، مكروهات كراهة تحريمية، ما من حركة، ولا سكنة، ولا نشاط في
ليل أو نهار، في أي مكان، في أي زمان، إلا ّويغطى بأحد هذه الأحكام الشرعيّة، ولكن
الكمال الّذي أراده الله لنا، مكارم الأخلاق الّتي بها نصل إلى الجنّة، حيث ما لا
عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، هذا الكمال لا يمكن أن يعيش في الكتب
فقط، لا بدّ من أن نراه في إنسان متحرك، كيف أنّ الكون قرآن صامت، وكيف أن القرآن
كون ناطق، إلاّ أن النّبي ّعليه الصّلاة و السّلام قرآن يمشي، هذه الفضائل، هذه
القيّم، هذه المكارم، العطاء، الكرم، الشّجاعة، الحلم، الصّبر، هذه الفضائل، لا
قيمة لها إطلاقاً إذا بقيّت في الكتب, لابدّ أن تكون ممثلة في بشر يتحرّكون
أمامنا، فلذلك تعدّ مهمّة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على شقين، مهمّة التّبليغ؛
والتّبليغ سهل أي إنسان آتاه الله طلاقة لسان، آتاه الله علماً، آتاه الله فكراً
ثاقباً يبلّغ، فإذا صحّ أنّ مهمّة النّبي صلّى الله عليه وسلّم الأولى هي التّبليغ
لكن المهمّة الكبرى هي القدوة، أن يكون قدوة لنا.
ذلك أنّ كلّ إنسان هناك شخصيّة يكوّنها، وهناك شخصيّة يتمنّى أن يكونها، وهناك شخصيّة يكره أن يكونها، المؤمن الصّادق الشّخصيّة الّتي يتمنّى أن يقتفي أثرها، أن يسير على منهجها، أن يتّبعها، هي شخصيّة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام والدليل: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ }
ذلك أنّ كلّ إنسان هناك شخصيّة يكوّنها، وهناك شخصيّة يتمنّى أن يكونها، وهناك شخصيّة يكره أن يكونها، المؤمن الصّادق الشّخصيّة الّتي يتمنّى أن يقتفي أثرها، أن يسير على منهجها، أن يتّبعها، هي شخصيّة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام والدليل: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ }
(سورة
الأحزاب الآية : 21)
لكن في الآية ملمح دقيق إذا كنت ترجو الله، إلهي
أنت مقصودي، ورضاك مطلوبي، إذا كنت ترجو الله واليوم الآخر ينبغي أن تكون شخصيّة
النّبي عليه الصّلاة والسّلام هي القدوة والمثل.
المصدر: "شخصيّة النّبيّ صلّى الله
عليه وسلّم وبعض صفاته"-د.محمد راتب
النّابلسي(موقع سيدنا محمد –صلّى الله عليه وسلّم-).بتصرّف.
No comments:
Post a Comment