الصبر و التفائل في قصة أيوب عليه السلام ...قصّة النّبي أيّوب
عليه السّلام جاءت في سورة الأنبياء على النّحو التّالي: {وأيّوب
إذ نادى ربّه أنّي مسّني الضُّرُّ وأنت أرحم الرّاحمين *
فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضرّ وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من
عندنا وذكرى للعابدين} (الأنبياء:83-84).
وجاءت في سورة (ص) وفق التّالي: {واذكر عبدنا أيّوب إذ نادى ربّه أنّي مسّني الشيطان بنصب وعذاب *اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب *ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب} (ص:41-43).
يخبرنا تعالى عن عبده ورسوله أيوب عليه السّلام، وما كان ابتلاه به من الضّرّ في جسده، وماله، وولده، حتّى لم يبق من جسده مغرز إبرة سليماً سوى قلبه، ولم يبق له من حال الدّنيا شيء يستعين به على مرضه وما هو فيه، غير أنّ زوجته حفظت ودَّه؛ لإيمانها بالله ورسوله، فكانت تخدم الناس بالأجرة، وتطعمه، وتخدمه نحواً من ثماني عشرة سنة. وقد كان رفضه القريب والبعيد، سوى زوجته رضيّ الله عنها، فإنّها كانت لا تفارقه صباحاً ولا مساء إلاّ لخدمة النّاس ثمّ ما تلبث أن تعود لخدمته ورعايته والقيام على شأنه. ولمّا طال عليه الأمر، واشتد به الحال، وانتهى القدر المقدور، وتمّ الأجل المحدّد تضرّع أيوب إلى ربّه قائلاً: {أنّي مسّني الضّرّ وأنت أرحم الرّاحمين}، وفي الآية الأخرى، قال: {ربّ إنّي مسّني الشيطان بنصب وعذاب}، فعند ذلك استجاب له أرحم الرّاحمين، وأمره أن يقوم من مقامه، وأن يضرب الأرض برجله، ففعل، فأنبع الله عيناً، وأمره أن يغتسل منها، فأذهب جميع ما كان في بدنه من الأذى، ثمّ أمره فضرب الأرض في مكان آخر، فأنبع له عيناً أخرى، وأمره أن يشرب منها، فأذهبت ما كان في باطنه من السّوء، وتكاملت العافية ظاهراً وباطناً؛ ولهذا قال تعالى: {اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب}....
وروى البخاري عن أبي هريرة رضيّ الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بينما أيوب يغتسل عرياناً، خرَّ عليه جراد من ذهب، فجعل أيوب يحثو في ثوبه، فناداه ربّه، يا أيّوب! ألم أكن أغنيتك عمّا ترى؟ قال: بلى يا ربّ، ولكن لا غنى بي عن بركتك). ولهذا قال تعالى: {ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منّا وذكرى لأولي الألباب}، قال الحسن وقتادة: أحياهم الله تعالى له بأعيانهم، وزادهم مثلهم معهم. قال أبو حيان: "والجمهور على أنّه تعالى أحيا له من مات من أهله، وعافى المرضى، وجمع عليه من شُتِّت منهم".
وروى ابن عساكر عن ابن عباس رضيّ الله تعالى عنهما، قال: سألت النّبي صلّى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {وآتيناه أهله ومثلهم معهم}، قال: (ردَّ الله تعالى امرأته إليه، وزاد في شبابها، حتّى ولدت له ستاً وعشرين ذكراً).
وقوله سبحانه: {رحمة منّا} أي: رحمة به على صبره، وثباته، وإنابته، وتواضعه، واستكانته، {وذكرى لأولي الألباب} أي: عبرة لذوي العقول؛ ليعلموا أن عاقبة الصّبر الفرج والمخرج والرّاحة.
وفي سورة الأنبياء: {رحمة من عندنا وذكرى للعابدين}، أي: أجبنا دعاءه، وفعلنا معه ما فعلنا من ألوان الخيرات، من أجل رحمتنا به، ومن أجل أن يكون ما فعلناه معه عبرة وعظة وذكرى لغيره من العابدين، حتّى يقتدوا به في صبره على البلاء، وفي المداومة على شكرنا في السّراء والضّراء.
وقوله تعالى: {وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث}، ذكروا أن أيوب عليه السّلام كان قد غضب على زوجته، ونقم عليها في أمر فعلته. قيل: إنّها باعت ضفيرتها بخبز فأطعمته إيّاه، فلامها على ذلك، وحلف إن شفاه الله ليضربنّها مائة جلدة. وقيل: لغير ذلك من الأسباب. فلما شفاه الله وعافاه، ما كان جزاؤها مع هذه الخدمة التّامة والرّحمة والشفقة والإحسان أن تُقَابَل بالضّرب، فأفتاه الله عزّ وجلّ أن يأخذ ضغثاً - أي: حزمة أغصان كثيرة - فيه مائة قضيب، فيضربها بها ضربة واحدة، وقد برت يمينه، وخرج من حنثه، ووفى بنذره، وهذا من الفرج والمخرج لمن اتّقى الله وأناب إليه؛ ولهذا قال تعالى: {إنّا وجدناه صابرا نعم العبد إنّه أواب}، أثنى الله تعالى عليه ومدحه بقوله: {إنّه أواب} أي: رجَّاع منيب للحقّ.
وجاءت في سورة (ص) وفق التّالي: {واذكر عبدنا أيّوب إذ نادى ربّه أنّي مسّني الشيطان بنصب وعذاب *اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب *ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب} (ص:41-43).
يخبرنا تعالى عن عبده ورسوله أيوب عليه السّلام، وما كان ابتلاه به من الضّرّ في جسده، وماله، وولده، حتّى لم يبق من جسده مغرز إبرة سليماً سوى قلبه، ولم يبق له من حال الدّنيا شيء يستعين به على مرضه وما هو فيه، غير أنّ زوجته حفظت ودَّه؛ لإيمانها بالله ورسوله، فكانت تخدم الناس بالأجرة، وتطعمه، وتخدمه نحواً من ثماني عشرة سنة. وقد كان رفضه القريب والبعيد، سوى زوجته رضيّ الله عنها، فإنّها كانت لا تفارقه صباحاً ولا مساء إلاّ لخدمة النّاس ثمّ ما تلبث أن تعود لخدمته ورعايته والقيام على شأنه. ولمّا طال عليه الأمر، واشتد به الحال، وانتهى القدر المقدور، وتمّ الأجل المحدّد تضرّع أيوب إلى ربّه قائلاً: {أنّي مسّني الضّرّ وأنت أرحم الرّاحمين}، وفي الآية الأخرى، قال: {ربّ إنّي مسّني الشيطان بنصب وعذاب}، فعند ذلك استجاب له أرحم الرّاحمين، وأمره أن يقوم من مقامه، وأن يضرب الأرض برجله، ففعل، فأنبع الله عيناً، وأمره أن يغتسل منها، فأذهب جميع ما كان في بدنه من الأذى، ثمّ أمره فضرب الأرض في مكان آخر، فأنبع له عيناً أخرى، وأمره أن يشرب منها، فأذهبت ما كان في باطنه من السّوء، وتكاملت العافية ظاهراً وباطناً؛ ولهذا قال تعالى: {اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب}....
وروى البخاري عن أبي هريرة رضيّ الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بينما أيوب يغتسل عرياناً، خرَّ عليه جراد من ذهب، فجعل أيوب يحثو في ثوبه، فناداه ربّه، يا أيّوب! ألم أكن أغنيتك عمّا ترى؟ قال: بلى يا ربّ، ولكن لا غنى بي عن بركتك). ولهذا قال تعالى: {ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منّا وذكرى لأولي الألباب}، قال الحسن وقتادة: أحياهم الله تعالى له بأعيانهم، وزادهم مثلهم معهم. قال أبو حيان: "والجمهور على أنّه تعالى أحيا له من مات من أهله، وعافى المرضى، وجمع عليه من شُتِّت منهم".
وروى ابن عساكر عن ابن عباس رضيّ الله تعالى عنهما، قال: سألت النّبي صلّى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {وآتيناه أهله ومثلهم معهم}، قال: (ردَّ الله تعالى امرأته إليه، وزاد في شبابها، حتّى ولدت له ستاً وعشرين ذكراً).
وقوله سبحانه: {رحمة منّا} أي: رحمة به على صبره، وثباته، وإنابته، وتواضعه، واستكانته، {وذكرى لأولي الألباب} أي: عبرة لذوي العقول؛ ليعلموا أن عاقبة الصّبر الفرج والمخرج والرّاحة.
وفي سورة الأنبياء: {رحمة من عندنا وذكرى للعابدين}، أي: أجبنا دعاءه، وفعلنا معه ما فعلنا من ألوان الخيرات، من أجل رحمتنا به، ومن أجل أن يكون ما فعلناه معه عبرة وعظة وذكرى لغيره من العابدين، حتّى يقتدوا به في صبره على البلاء، وفي المداومة على شكرنا في السّراء والضّراء.
وقوله تعالى: {وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث}، ذكروا أن أيوب عليه السّلام كان قد غضب على زوجته، ونقم عليها في أمر فعلته. قيل: إنّها باعت ضفيرتها بخبز فأطعمته إيّاه، فلامها على ذلك، وحلف إن شفاه الله ليضربنّها مائة جلدة. وقيل: لغير ذلك من الأسباب. فلما شفاه الله وعافاه، ما كان جزاؤها مع هذه الخدمة التّامة والرّحمة والشفقة والإحسان أن تُقَابَل بالضّرب، فأفتاه الله عزّ وجلّ أن يأخذ ضغثاً - أي: حزمة أغصان كثيرة - فيه مائة قضيب، فيضربها بها ضربة واحدة، وقد برت يمينه، وخرج من حنثه، ووفى بنذره، وهذا من الفرج والمخرج لمن اتّقى الله وأناب إليه؛ ولهذا قال تعالى: {إنّا وجدناه صابرا نعم العبد إنّه أواب}، أثنى الله تعالى عليه ومدحه بقوله: {إنّه أواب} أي: رجَّاع منيب للحقّ.
...
No comments:
Post a Comment