الأسوة الحسنة 4 ...معرفة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فرض عين
على كلّ مسلم :
لا بدّ من أن تعرف جوانب شخصيّة النّبي صلّى الله عليه وسلّم، لا بدّ
من أن تعرف شمائلها، لا بدّ من أن تعرف كمالها، لا بدّ من أن تعرف خصائصها، لذلك
الله عزّ وجلّ يقول في محكم كتابه: ﴿أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا
رَسُولَهُمْ ﴾ ( سورة
المؤمنون الآية :69)، ويقول الله عزّ
وجلّ: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ
مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ ﴾ ( سورة
سبأ الآية : 46) إذاً معرفة رسول
الله صلّى الله عليه وسلّم فرض عين على كلّ مسلم، لأنّ كلّ أمر في القرآن الكريم
يقتضي الوجوب ما لم تقم قرينة على خلاف ذلك، وما دام هذا الأمر يقتضي الوجوب من
لوازم تنفيذ هذا الأمر أن تعرف جوانب هذه الشّخصية الفذّة الأولى في العالم، ورد
في بعض الأحاديث: (سلوا لي الوسيلة فإنّها منزلة
في الجنّة لا تنبغي إلا ّلعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا ) ( أخرجه مسلم عن ابن عمر )، كما قال النّبي عليه الصّلاة والسّلام، لذلك نقول قبل أن نصلّي:
"اللّهم ربّ هذه الدّعوة التّامة، والصّلاة القائمة، آتِ سيّدنا محمّداً صلّى
الله عليه وسلّم الوسيلة والفضيلة والدّرجة العاليّة الرّفيعة، وابعثه المقام
المحمود"، هذا النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، هذا القدوة، هذا المثل، هذا
المخلوق الأول الّذي أقسم الله بحياته، قال تعالى: ﴿ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ (سورة
الحجر)
معرفة شمائل النّبي فرض عين على كلّ مسلم لأنّه قدوة لنا
:هذا الإنسان العظيم، هذا الّذي بلغ سدرة
المنتهى، هذا هو المخلوق الأوّل، هذا سيّد الأنبياء والمرسلين، هذا سيد ولد آدم،
أيعقل أن لا نعرفه؟ أيعقل أن لا ندرس شمائله، كمالاته، صدّقوا ولا أبالغ إنّ معرفة
شمائل النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام، فرض عين على كلّ مسلم، لأنّه قدوة لنا والدّليل:
﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ
أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ
اللَّهَ كَثِيراً﴾ ( سورة الأحزاب الآية : 21)
أدلة على ضرورة معرفة شمائل النّبيّ
: أيّها الأخوة،
من الأدلّة على ضرورة معرفة شمائل النّبيّ قول الله عزّ وجلّ: ﴿ وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا
نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ﴾ ( سورة
هود الآية : 120 )
إذا كان قلب سيّد الخلق وحبيب الحقّ يزداد يقيناً بسماع قصّة نبيّ
دونه فلأ يمتلئ قلبنا إيماناً وتألقاً بمعرفة سيرة سيّد الأنبياء من باب أولى،
هناك آية حينما تقرأها لا شك أنّه يقشعر بدنك: ﴿
وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ ﴾
( سورة الحجرات الآية : 7 )
هو فينا، هو معنا، سنّته بين أيدينا، أحاديثه بين أيدينا، مواقفه بين
أيدينا، سيرته بين أيدينا، كمالاته بين أيدينا:
﴿
وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ ﴾( سورة الحجرات الآية : 7 ).
المصدر: "شخصيّة النبي صلى الله عليه وسلم
وبعض صفاته"-د.محمد راتب النّابلسي(موقع سيدنا محمد –صلّى الله عليه وسلّم-).بتصرّف.
No comments:
Post a Comment