المبحث
الثّالث:«وأحسن كما أحسن الله إليك»،الدّرس
الثّالث: «مسؤوليّة الحواس»
الإشكاليّة:هل
الإنسان مسؤول عن حواسه؟
الموضوع:
مسؤوليّة الإنسان عن حواسه.
العناصر:1-أهميّة
الحواس في حياة الإنسان.2-مسؤوليّة الإنسان عن توظيف حواسه.
التّحليل:
1-أهميّة الحواس في حياة الإنسان:
أنعم الله تعالى على عباده بخمس حواس يستطيعون
من خلالها أن يتمتعوا بالنّعم الّتي وهبها الله تعالى لهم لعلهم يشكرون وهي:البصر(العين)،السّمع(الأذن)،اللّمس(الجلد)،الذّوق(اللّسان)،الشّمّ(الأنف).
جاء
في القرآن الكريم أنّ هذه الحواس ستشهد علينا يوم القيامة إذا استعملناها في أذيّة
الغير وفي معصيّة الله تعالى.
قال
الله تعالى:« يَوْمَ تَشْهَدُ
عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ (24)»سورة النور:24.
2-مسؤوليّة
الإنسان عن توظيف حواسه:
الآية
الكريمة أو الحديث الشريف
|
سلوك
وكلام أعمل به وآخر لا أعمل به
|
قال
الله تعالى «وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ
السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا
(36)»سورة
الإسراء.
|
لا
أتتبع أخبار الناس وعيوبهم ولا أدعي زورا وكذبا و بهتانا الرؤيّة والسّمع
والمعرفة.
|
قال
الله تعالى «...وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ
الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)»سورة
لقمان.
|
لا
أرفع صوتي ولا أصيح احتراما للآخرين.
|
قال الله
تعالى:«قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ....(30) وَقُلْ
لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ...(31)»سورة
النّور.
|
لا
أنظر إلى ما حرّم الله عليا النّظر إليه.
|
قال
الله تعالى: «الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ
فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ
هُمْ أُولُوا الْأَلْبَابِ (18)»سورة
الزّمر.
|
اتبّع
أحسن القول(القرآن الكريم، ذكر الله، الدّعاء والتّسبيح،الكلمة الطّيّبة، قول
الصّدق،لاأكذب واجتنب النّميمة والفتنة والسّبّ والشّتم).
|
قال
الله تعالى: «رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي
لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا
فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ
الْأَبْرَارِ (193)»سورة آل
عمران.
قال
الله تعالى: «وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ
وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204)»سورة
الأعراف.
|
الانصات
للكلام الله تعالى والعمل به.
|
قال
الرسول صلّى الله عليه وسلّم:«من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صبّ في أذنيه
الآنُكُ يوم القيامة»(المنذري: التّرغيب والتّرهيب، كتاب الأب). الآنك: هو
الرّصاص.
|
لا
أسترق السّمع وأتجسس على الآخرين لأنّ ذلك حرام ومن يفعل ذلك سيعاقب يوم
القيامة.
|
قال
الرسول صلّى الله عليه وسلّم:«ما أكل أحد طعاما قطّ خيرا من أن يأكل من عمل
يده»البخاري:الجامع الصّحيح، كتاب البيوع
|
أكسب
رزقي بعمل يدي
|
سئل
رسول صلّى الله عليه وسلّم :أيّ المسلمين أفضل؟قال:«من سلم المسلمون من لسانه
ويده»التّرميذي:السّنن،كتاب صفة القيامة.
|
لا
أعتدي على النّاس بالقول أو بالفعل(الكذب عليهم أو سرقتهم أو ضربهم...)
|
قال
الله تعالى: «أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ
لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا
لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ
(46)»سورة
الحجّ.
|
أستعمل
سمعي و بصري وقلبي في تعقّل الكون وفهمه ...
|
نشاط
إدماجي: دراسة الآيات11-13 من سورة الحجرات.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا
يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ
مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ
وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ
وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا
تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ
لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ
تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ
وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ
عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)﴾.سورة
الحجرات:11-13.
فهم الآيات وشرح معانيها:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا
يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ
مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ
وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ
وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)﴾
Üنهت
الآية الكريمة من آمن بالله عن السّخرية من الناس عسى أن يكون المستهزئ به أفضل
عند الله تعالى ممن استهزء به كما نهت عن التّنابز بالألقاب أي أن ينعت المؤمنين
بعضهم البعض بالكفر والفسق والنّفاق كما جاء في أقوال عدّة مفسرين.وقد نعت الله
تعالى من لا يتوب عن ذلك (أي يترك ذلك الفعل نهائيا ويستغفر الله تعالى) بأنّه من
الظّالمين(ومعنى ظالم تعني ظالم لنفسه و لغيره).
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا
اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا
تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ
يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ
اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)﴾.
Üنهت
الآية الكريمة عن ظنّ السوء بالآخرين لأنهم إن لم يكونوا أهل سوء حقا فإنّ صاحب
الظنّ يأثم لسوء ظنّه بهم كما نهت الآية عن التّجسّس(مراقبة الآخرين والتّنصّت
عليهم وتتبع أخبارهم وعثراتهم) والغيبة (أي التّحدث بالسّوء وذكر أخبار
وعورات الآخرين في غيابهم).
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ
مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ
أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)﴾
Üيذكرّنا
الله تعالى في هذه الآية الكريمة بأن الاختلاف بيننا إنّما هو لنتعارف ونستفيد من
بعضنا البعض ونكمل بعضنا وليس لنسخر من
بعضبا البعض ونتنابز و نتخاصم... لأنّ الأفضليّة عند الله تعالى هي بالتّقوى أي
طاعة الله تعالى فقط.
No comments:
Post a Comment