المبحث الرّابع:«ولا تبغ الفساد في الأرض»،الدّرس الثّالث:«حفظ المال» مدمج مع النّشاط الإدماجي«دراسة الآيات القرآنيّة31-33 من سورة الأعراف»

الإشكايّة: كيف يجب أن أتصرّف في المال؟

الموضوع:حسن التّصرّف في الأموال.

 العناصر:1-الدعوة إلى النّفقة والإعتدال فيها. 2-الآثار السّلبيّة للتّبذير وسوء التّصرّف في الأموال.

التّحليل:

 1-الدعوة إلى النّفقة والإعتدال فيها:

-رزقنا الله تعالى نعم عديدة لا تُعد ولا تُحصى منها نعمة الرّزق، ومن هذه الأرزاق الأموال الّتي نكسبها بالعمل(وظيفة، تجارة، زراغة...) أو بالإرث أو بالهبة، والّتي نستعملها في شراء كلّ ما نحتاج إليه من طعام وشراب ومتاع كما نتصدّق بها ونساعد بها المحتاجين كي نكسب الثّواب و ندخل الجنّة. قال الله تعالى:﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)﴾.سورة الملك، ومعنى الآية الكريمة أنّ الله سخّر لنا الأرض وخيراتها وأمرنا بالسّير والسّعي فيها والأخذ بالأسباب لكسب أرزاقنا كسبا حلالا.

وقال تعالى أيضا في أمره بالإحسان والإعتدال والنّهي عن الفساد:﴿وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)﴾.سورة القصص.

كيفيّة التّصرّف في الأموال والأرزاق	السّند(الآية الكريمة)
الدّعوة إلى الإنفاق فالنفقة من الإيمان يثاب عليها المؤمن.	﴿آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7)﴾.سورة الحديد.
الدّعوة إلى الإعتدال في النّفقة والابتعاد عن الشّحّ والإسراف.	﴿وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29)﴾.سورة الإسراء.
الدّعوة إلى التّمتّع برزق الله والابتعاد عن الإسراف في الآن نفسه.	﴿يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32)﴾.سورة الأعراف.
التّوازن والإعتدال في الإنفاق محمود عند الله تعالى.	﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67)﴾.سورة الفرقان.
الدّعوة إلى الكرم وايثار الآخرين على النّفس ومقاومة شحّ الأنفس إقتداءا بالصّحابة الكرام رضوان الله عليهم.	﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)﴾.سورة الحشر.
الدّعوة إلى كسب الأرزاق بالأخذ بالأسباب كالعمل والسّعيّ في الأرض وحمد الله وشكره لتحصيل البركة والفلاح.	﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)﴾.سورة الجمعة.
إنفاق المال في مرضاة الله تعالى وفي ذلك خير وبركة ومضاعفة للأجر(ومثال النفقات الّتي ترضي الله تعالى النفقة على الأهل والأقارب والمحتاجين، المساهمة في بناء المدارس والمساجد والمستشفيات والتّبرع لفائدتهم، زراعة الأرض،كفالة الأيتام، مساعدة التلاميذ والطّلبة، نشر الدّعوة لله تعالى...)	﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261)﴾.سورة البقرة.
إنفاق المال في مرضاة الله تعالى وفي ذلك خير وبركة ومضاعفة للأجر ومغفرة من الله تعالى.	﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16) إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17)﴾.سورة التّغابن.

2-الآثار السّلبيّة للتّبذير وسوء التّصرّف في الأموال:

-نهانا الله تعالى عن سوء التّصرّف في كسب الأموال (السّرقة، الغشّ، افتكاك أموال النّاس بالباطل والتّحيّل عليهم، أكل أموال اليتامى ...)وعن سوء التّصرّف في انفاق الأموال (التّبذير، عدم إعطاء حقّ الله أي إخراج الزّكاة ، عدم مساعدة الفقراء والمساكين من الأقارب ومن غيرهم، عدم إعطاء الأجير أجره، الشّحّ....) كما توعّد من يفعل ذلك بسوء العاقبة ووصفه بأنّه من إخوان الشياطين أعاذنا الله منهم:

النّهي عن سوء التّصرّف في الأموال	النّهي عن سوء كسب المال
قال الله تعالى:﴿وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27)﴾.الإسراء	﴿وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34)﴾. الإسراء.
قال صلّى الله عليه وسلّم:«أعطوا الأجير حقّه قبل  أن يجف عرقه».سنن ابن ماجه، كتاب الرّهون.	﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35)﴾.سورة التّوبة.
﴿يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31)﴾.سورة الأعراف.	﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)﴾.سورة النّساء.

نشاط إدماجي:«دراسة الآيات31-33 من سورة الأعراف».

قال الله تعالى:﴿يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)﴾.سورة الأعراف.

مقاصدها	الآية الكريمة
الدّعوة للطّهارة والنّظافة ولبس أحسن الثياب عند الذّهاب للمساجد كي يكون المسلم رمزا للحسن والطهارة و رسول عن الإسلام يجذب الناس إليه، الدّعوة إلى النّفقة بإعتدال والإبتعاد عن التّبذير والإسراف.	﴿يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31)﴾.
عدم تحريم ما أحلّه الله تعالى(التمتّع بالطّيبات من الرّزق بإعتدال)	﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32)﴾.
الدّعوة إلى الابتعاد عن المحرّمات(الخمر، الزّنا واللّواط،القمار،النميمة، الغيبة، السّرقة، الغشّ، القتل، افتكاك أموال النّاس وممتلكاتهم، النّصب والإحتيال ، شهادة الزّور،الظّلم بأنواعه، الكذب عن الله تعالى وعن عباده، الشرك بالله تعالى...).	﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)﴾.