المبحث
الرّابع:«ولا تبتغ الفساد في الأرض»، الدّرس الأوّل:«المصالح المعتبرة في
الإسلام».
الموضوع:
الكليات الخمس وعلاقتها بتكريم الإنسان.
العناصر:
1-معنى
المقصد الشرعي والمصلحة. 2-مراتب المقاصد. 3-الكلّيات الخمس وعلاقتها بتكريم
الإنسان.
التّحليل:
1-معنى
المقصد الشرعي والمصلحة.
-المقصد
الشرعي هو المعنى و الهدف من الشريعة، والمقصد العام للشريعة الإسلاميّة هو تحقيق
مصالح النّاس بكفالة ضرورياتهم وتوفير حاجياتهم وتحسيناتهم.ومعرفة المقصد العام
للشّارع(الله تعالى) من الشّريعة يستعان به على فهم النّصوص الشّرعيّة حقّ فهمها
وتطبيقها على الواقع و استنباط الأحكام الشّرعية منها.
-المصلحة
في نظر الشّرع هي العمل المؤدي إلى تحقيق نفع و لا ضرر فيه.
-النّصوص
الشّرعيّة هي المصادر الشّرعيّة(القرآن الكريم والسّنة ). الأحكام الشّرعيّة هي
جملة الأحكام المستخرجة من النّصوص الشّرعيّة .المقاصد الشّرعيّة فهي ما يحقق
المصالح.
2-مراتب
المقاصد:
-المقاصد
ثلاثة مراتب مرتبة حسب المصالح المترتّبة عنها وهي الضّروريّة والحاجيّة
والتّحسينيّة. وتسمّى هذه المراتب بالمصالح المعتبرة في الشّرع و أولاها المصالح
الضّروريّة ( إذا انعدمت اختلّ معها نظام الحياة وعمران الأرض والعالم وهي خمس
مصالح سميّت بالكلّيات الخمس لأنّ كلّ منها ضروري: حفظ الدّين، حفظ النّفس، حفظ
العقل، حفظ النّسب، حفظ المال) وثانيها المصالح الحاجيّة (إذا انعدمت وقع النّاس
في حرج ومشقّة ومنها التّيسير في التّكاليف الشّرعيّة) وثالثها المصالح
التّحسينيّة وهي الكماليّات.
أمثلة
على ترتيب المقاصد:
تقديم
مصلحة ضروريّة على مصلحة حاجيّة: انفاق المال لإنقاذ حياة إنسان مقدّم على شراء
منزل.
تقديم
مصلحة حاجيّة على مصلحة تحسينيّة: استئجار أو شراء منزل مقدّم على التّرفيه.
تقديم
مصلحة ضروريّة على مصلحة تحسينيّة: شراء الطّعام مقدّم على شراء المشروبات
الغازيّة .
3-
حفظ المصالح الضّروريّة:
الكليّة
|
ما
يكفل إيجادها
|
ما
يكفل حفظها
|
حفظ
الدين
|
القيام
بأركان الإسلام والاعتقاد بأركان
الإيمان
|
إظهار
شعائر الدّين كأداء الصّلاة المفروضة وحفظ السّنن
|
حفظ
النّفس
|
الزّواج
لاستمراريّة السّلالة البشريّة وحفظ البقاء بالأكل والشّرب واللّباس
|
تحريم
القتل بغير حقّ أو تعريض البدن للأذى
|
حفظ
العقل
|
تقيده
بالشّرع وتنميّته بالتّفكّر والتّأمل والاجتهاد في ماهو صالح
|
حمايته
من كلّ ما يدخل عليه خللا(الشّرك،الخمر،الميسر(القمار)...)
|
حفظ
النّسب أو النّسل
|
الزّواج
الشّرعي وترك الزّنى
|
تأمين
سلامة الأسرة واستقامة سلوكها وذلك بالتّربيّة الدّينيّة.
|
حفظ
المال
|
تحصيله
بالحلال وحسن التّصرّف فيه
|
حسن
التّصرّف فيه كترك القمار
|
Üمن تكريم الله
الإنسان أن كلّفه بعمارة الأرض وحدّد له أحكاما تحفظ نظام التّعايش فيها.حفظ
الكلّيات الخمس يضمن سعادة الإنسان في الدّنيا بحياة كريمة مستقيمة وفي الآخرة
بحسن الجزاء.
المبحث
الرّابع:«ولا تبتغ الفساد في الأرض»،الدّرس
الثّاني:«دور التّشريع في رعاية المصلحة»
الموضوع:
أقسام الحكم الشرعي و قيامها على قاعدة جلب المصلحة ودرء المفسدة.
العناصر:1-مفهوم
الحكم الشّرعي وأقسامه.2-درء المفسدة وجلب المصلحة أساس الأحكام الشّرعيّة.
التّحليل:
1-مفهوم
الحكم الشّرعي وأقسامه.
-مفهوم
الحكم الشّرعي:الحكم الشّرعي هو الخطاب الموجّه
للمكلّفين طلبا أو تخييرا أو وضعا.ينقسم الحكم الشّرعي إلى الحكم التّكليفي و
الحكم الوضعي.
Üالحكم التّكليفي: هو
مقتضى خطاب الله تعالى المتعلّق بأفعال المكلّفين على جهة الاقتضاء(الطلب) أو
التّخيير.الطلب إمّا أن يكون بطلب الفعل أو ترك الفعل، وطلب الفعل إمّا أن يكون
جازم(الواجب) وإمّا أن يكون غير جازم(المندوب) كذلك طلب ترك الفعل إمّا أن يكون
جازم(المحرّم) أو غير جازم(المكروه).التخيير بين طلب الفعل وترك الفعل (المباح).
أمثلة
للحكم التّكليفي :قال الله
تعالى:﴿ حُرِّمَتْ
عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ
اللَّهِ بِهِ...﴾.سورة
المائدة:3. في هذه الآية الكريمة طلب ترك
الفعل(أكل الميتة والدّم ولحم الخنزير وما أهلّ لغير الله به) وهذا الطلب جازم
بالعبارة الصّريحة(حرّمت) معنى ذلك أنّ الحكم التّكليفي هنا هو التّحريم .
قال
صلّى الله عليه وسلّم:«خمس صلوات في
اليوم والليلة، قال هل عليّ غيرهنّ قال:لا إلاّ أن
تطوّع.»
صحيح البخاري(كتاب الإيمان)، في هذا الحديث الشّريف طلب الفعل طلبا جازما(أداء
الصّلوات الخمس) والحكم التكليفي هنا هو الوجوب.
Üالحكم الوضعي:هو
ما وضعه الشّارع من أسباب (دخول الوقت سبب لأداء الصّلاة)أو شروط (الطّهارة شرط
لصحّة الصّلاة) أو موانع (القتل مانع من الإرث) تعرف عند وجودها أحكام الشّرع من
إثبات أو نفيّ.
Üالفرق بين القسمين التّكليفي والوضعي هو
أنّ التّكليفي كلّف المخاطب بمقتضاه فعلا أو تركا، وأمّا الوضعي فقد وضعت له
علامات للفعل أو الترك أو أوصافا لهما.
-المكلّف
هو المسلم البالغ العاقل القادر على التّكاليف الشّرعيّة .
أمثلة للحكم الوضعي
: قتل الوارث مورثه مانع من استحقاق الإرث.حضور الشّاهدين شرط
لصحّة الزّواج.رؤية الهلال سببا لوجوب
الصّوم.تعيين الثّمن والأجل في البيع شرط
لصحّة العقد .دخول الوقت سببا لوجوب
الصّلاة.الاستطاعة الماليّة والبدنيّة شرط
لوجوب الحجّ.الطّهارة شرط لصحّة الصّلاة.ملك
النّصاب سببا لوجوب الزّكاة.
2-درء
المفسدة وجلب المصلحة أساس الأحكام الشّرعيّة.
كلّ
حكم شرعي هدفه جلب مصلحة أو دفع مفسدة،وصف الهدي الّذي نزل على رسول الله صلّى
الله عليه وسلّم بالنّور لأنّ حياة البشر لا تستقيم بدونة.
أحكام
الشّريعة من عبادات ومعاملات وأخلاق غايتها تحقيق سعادة البشر في حياتهم الفانيّة
والباقيّة.
قال
الله تعالى:﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ
الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ
وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ
عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ
آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ
مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾الأعراف (157).
No comments:
Post a Comment