Wednesday, January 18, 2017


  المبحث1:«قل آمنت بالله ثمّ استقم»الدّرس3«شكر الله على نعمه».
الإشكاليّة: فيما تتجلّى نعم الله تعالى على عباده؟ وكيف نشكر الله تعالى على نعمه؟ وما هي فوائد الشكر على العباد؟
الموضوع: نعم الله علينا و واجب شكر الله تعالى على نعمه لما في ذلك من خير الدّنيا والآخرة.
العناصر:1- مظاهر النّعم الإلهيّة. 2- واجب شكر الله تعالى على نعمه وفوائد الشكر وبركاته.
التّحليل:
1-   مظاهر النّعم الإلهيّة:
قال الله تعالى:﴿ وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا...﴾(إبراهيم:34)
الآية القرآنيّة
مضمون الآية
النّعم المشار إليها في الآيات
﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ (الإسراء:70)
كرّمنا وخلقنا في أحسن تقويم
خلق الإنسان في أحسن تقويم (صورة وتركيبة)، فضله بنعمة العقل، رزقه من خيرات الكون الطيّبة، سخّر له الدّواب والمراكب والسّفن لتحمله لأي مكان يشاء .
﴿وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35)﴾(يس:33-35)
خلق الكون لأجلنا وسخّر لنا خيراته
تسخير خيرات الأرض ليتمتّع الإنسان بأطعمة متعدّدة ومتنوّعة.
﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78)﴾(النّحل:78)
علّمنا ما لم نعلم
نعمة العقل، نعمة السّمع، نعمة البصر ونعمة الحياة...
﴿...الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا...﴾(المائدة:3)
هدانا للإسلام
نعمة الإسلام

2- واجب شكر الله تعالى على نعمه وفوائد الشّكر وبركاته.
-يشكر الإنسان الله تعالى على نعمه بلسانه بحمده وتسبيحه وبقلبه وجوارحه بطاعته، ومن مظاهر الشّكر آداء الصّلاة وإخراج الزّكاة والصّدقات ومساعدة الفقراء والمساكين وعدم التّبذير و الإعتراف بفضل الله تعالى وعدم جحود النّعمه والتّحدّث بها، كذلك بالصّبر عند البلاء والقناعة في حالة الفقر والغنى.﴿ ... رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ...﴾، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ومن لم يشكر النّاس لم يشكر الله والتّحدّث بنعم الله شكر وتركها كفر». (الإمام أحمد بن حنبل: مسند العشرة المبشرين بالجنّة)
-شكر الله تعالى من صفات المسلم، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«عجبت للمسلم إذا أصابه خير حمد الله تعالى وشكر وإذا أصابته مصيبة احتسب وصبر، المسلم يؤجر في كلّ شيء حتّى في اللّقمة يرفعها إلى فيه».(الإمام أحمد بن حنبل: مسند الكوفيين)
-منفعة الشّكر تعود على الإنسان بالخير والبركة فالله غنيّ حميد ﴿وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12)﴾سورة لقمان.
-من منافع الشّكر الشّعور بالرّاحة والطّمأنينة والتّقرّب من الله تعالى وكسب مرضاته والفوز بالجنّة، تطهير النّفس وتهذيبها وإستقامة السّلوك و ازدياد النّعم وعدم زوالها.
-الكفر بنعم الله تعالى يعرّضها للزّوال فتذهب في غير منفعة و تبدّد وتتلف بدون أن ينتفع بها الإنسان في الدّنيا والآخرة وذلك لغضب الله تعالى والبعد عن رحمته ولعنته وعقابه المحيط بالكافر. قال تعالى:
 ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112)﴾.(النّحل)                                                 

No comments:

Post a Comment

الدّرس الثّاني: الوحدة والتّنوع بين الرّسالات السّماوية. العناصر: 1-مظاهر الوحدة بين الرّسالات السّماوية. 2-مظاهر التّنوع بين الر...