المبحث1:«قل
آمنت بالله ثمّ استقم»الدرس2«التّقرّب إلى الله ».
دراسة
الآيات 69-85 من سورة الشعراء
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ
وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا
عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ
يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ
يَفْعَلُونَ (74) قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ
وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ
الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ
يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي
يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي
يَوْمَ الدِّينِ (82) رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83)
وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ
جَنَّةِ النَّعِيمِ (85)
التّقديم: مقطع قرآني من سورة الشّعراء من الآية69 إلى الآية85، وهي
سورة مكية عدد آياتها 227 وترتيبها بالمصحف26.
الموضوع:
دعوة إبراهيم عليه السّلام قومه إلى
عبادة الله تعالى وترك عبادة الأصنام.
العناصر:1-إقامة
الحجّة على الخصم(إفحام الخصم وإبطال حجّته).2-البراهين( الاستدلال على
حجّته).3-الدّعوة إلى الله(التّقرب إلى الله بالدّعاء).
1-إقامة الحجّة على الخصم(إفحام الخصم
وإبطال حجّته):
وَاُتلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إبْرَاهِيمَ۞
(هذا إخبار من الله تعالى عن عبده
ورسوله وخليله إبراهيم عليه السّلام إمام الحنفاء، أَمَرَ الله تعالى رسوله محمد
صلّى الله عليه وسلّم أن يتلوه على أمّته ليقتدوا به في الإخلاص والتّوكّل وعبادة
الله وحده لا شريك له و التّبرّأ من الشّرك وأهله).
إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ۞
( أي ما هذه التّماثيل الّتي
أنتم لها عاكفون؟)
قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ
لَهَا عَاكِفِينَ۞
(أي مقيمين على عبادتها ودعائها).
قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ۞
أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ۞
قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ۞
( يعني اعترفوا بأنّ أصنامهم لا تفعل
شيئا من ذلك وإنّما رأوا آباءهم كذلك يفعلون فهم على آثارهم يهرعون فعند ذلك قال
لهم إبراهيم عليه السّلام...).
Üاستدرج
إبراهيم عليه السّلام قومه للاعتراف بعدم جدوى أصنامهم ليقيم عليهم الحجّة ببطلان
اعتقاداتهم فيها.
2-البراهين(الإستدلال على حجّته):
قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ۞
أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ الأَقْدَمُونَ۞
فَإنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ العَالَمِينَ۞
(أي إن كانت هذه الأصنام شيئا ولها
تأثير وتقدر أن تسيء إليّ فلتفعل فإنّي عدّو لها لا أبالي بها و لا أفكر فيها).
الَّذِي خَلَقَنِي فَهْوَ يَهْدِينِ۞
(أي فهو الخالق الّذي قدر قدرا وهدى
الخلائق إليه فكلّ يجري على ما قدّر له وهو الّذي يهدي من يشاء ويضلّ من يشاء).
وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ۞
(أي هو خالقي و رازيقي بما سخّر من
الأسباب السّماويّة والأرضيّة ).
وَإذَا مَرِضْتُ فَهْوَ يَشْفِيَنَ۞
(أي لا يقدر على شفائي أحد غيره بما
يقدّره من الأسباب الموصلة إليه).
والَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ۞
(أي أنّه تعالى المحيي والمميت ولا
يقدر على ذلك سواه فهو المبدئ والمعيد).
وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي
خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ۞
(أي أنّ المغفرة والثواب والعقاب بيد
الله تعالى).
Ü بعد أن أقام
إبراهيم عليه السّلام الحجّة على قومه تحدّى أصنامهم وعرّفهم على الإله الحقّ
الّذي يدعوهم لعبادته.
3-الدّعوة إلى الله(التّقرب إلى الله
بالدّعاء).
رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي
بِالصَّالِحِينَ۞
( هذا دعاء ابراهيم أن يأتيه ربّه
حكما وقد قال أهل العلم حكما يعني علما أو عقلا أو قرآنا أو نُبُؤَةٌ وألحقني
بالصّالحين أي اجعلني مع الصّالحين في الدّنيا والآخرة).
وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ۞
(أي اجعل لي ذكرا جميلا بعدي أُذكَرُ
به بمعنى الثّناء الحسن واجعلني قدوة حسنة).
وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةُ جَنَّةِ
النَّعِيمِ۞ (
أي أن يدخله الجنّة).
في دعاء إبراهيم ربّه دعوة لقومه للتّوجّه
بالدّعاء والعبادة لله تعالى بدل الأصنام.Ü
(تمّ تفسير الآيات باعتماد تفسير ابن كثير).
No comments:
Post a Comment