Wednesday, January 18, 2017

                   المبحث1:«قل آمنت بالله ثمّ استقم»الدرس2«التّقرّب إلى الله ».
دراسة الآيات 69-85 من سورة الشعراء

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74) قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85)

التّقديم: مقطع قرآني من سورة الشّعراء من الآية69 إلى الآية85، وهي سورة مكية عدد آياتها 227 وترتيبها بالمصحف26.
الموضوع: دعوة إبراهيم عليه السّلام قومه إلى عبادة الله تعالى وترك عبادة الأصنام.
العناصر:1-إقامة الحجّة على الخصم(إفحام الخصم وإبطال حجّته).2-البراهين( الاستدلال على حجّته).3-الدّعوة إلى الله(التّقرب إلى الله بالدّعاء).
1-إقامة الحجّة على الخصم(إفحام الخصم وإبطال حجّته):
وَاُتلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إبْرَاهِيمَ۞ (هذا إخبار من الله تعالى عن عبده ورسوله وخليله إبراهيم عليه السّلام إمام الحنفاء، أَمَرَ الله تعالى رسوله محمد صلّى الله عليه وسلّم أن يتلوه على أمّته ليقتدوا به في الإخلاص والتّوكّل وعبادة الله وحده لا شريك له و التّبرّأ من الشّرك وأهله).
إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ۞ ( أي ما هذه التّماثيل الّتي أنتم  لها عاكفون؟)
قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ۞ (أي مقيمين على عبادتها ودعائها).
قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ۞ أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ۞ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ۞ ( يعني اعترفوا بأنّ أصنامهم لا تفعل شيئا من ذلك وإنّما رأوا آباءهم كذلك يفعلون فهم على آثارهم يهرعون فعند ذلك قال لهم إبراهيم عليه السّلام...).
Üاستدرج إبراهيم عليه السّلام قومه للاعتراف بعدم جدوى أصنامهم ليقيم عليهم الحجّة ببطلان اعتقاداتهم فيها.
2-البراهين(الإستدلال على حجّته):
قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ۞ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ الأَقْدَمُونَ۞ فَإنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ العَالَمِينَ۞ (أي إن كانت هذه الأصنام شيئا ولها تأثير وتقدر أن تسيء إليّ فلتفعل فإنّي عدّو لها لا أبالي بها و لا أفكر فيها).
الَّذِي خَلَقَنِي فَهْوَ يَهْدِينِ۞ (أي فهو الخالق الّذي قدر قدرا وهدى الخلائق إليه فكلّ يجري على ما قدّر له وهو الّذي يهدي من يشاء ويضلّ من يشاء).
وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ۞ (أي هو خالقي و رازيقي بما سخّر من الأسباب السّماويّة والأرضيّة ).
 وَإذَا مَرِضْتُ فَهْوَ يَشْفِيَنَ۞ (أي لا يقدر على شفائي أحد غيره بما يقدّره من الأسباب الموصلة إليه).
 والَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ۞ (أي أنّه تعالى المحيي والمميت ولا يقدر على ذلك سواه فهو المبدئ والمعيد).
وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ۞ (أي أنّ المغفرة والثواب والعقاب بيد الله تعالى).
Ü بعد أن أقام إبراهيم عليه السّلام الحجّة على قومه تحدّى أصنامهم وعرّفهم على الإله الحقّ الّذي يدعوهم لعبادته.
3-الدّعوة إلى الله(التّقرب إلى الله بالدّعاء).
رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ۞ ( هذا دعاء ابراهيم أن يأتيه ربّه حكما وقد قال أهل العلم حكما يعني علما أو عقلا أو قرآنا أو نُبُؤَةٌ وألحقني بالصّالحين أي اجعلني مع الصّالحين في الدّنيا والآخرة).
 وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ۞ (أي اجعل لي ذكرا جميلا بعدي أُذكَرُ به بمعنى الثّناء الحسن واجعلني قدوة حسنة).
وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةُ جَنَّةِ النَّعِيمِ۞ ( أي أن يدخله الجنّة).
 في دعاء إبراهيم ربّه دعوة لقومه للتّوجّه بالدّعاء والعبادة لله تعالى بدل الأصنام.Ü

 (تمّ تفسير الآيات باعتماد تفسير ابن كثير).




  المبحث1:«قل آمنت بالله ثمّ استقم»الدّرس3«شكر الله على نعمه».
الإشكاليّة: فيما تتجلّى نعم الله تعالى على عباده؟ وكيف نشكر الله تعالى على نعمه؟ وما هي فوائد الشكر على العباد؟
الموضوع: نعم الله علينا و واجب شكر الله تعالى على نعمه لما في ذلك من خير الدّنيا والآخرة.
العناصر:1- مظاهر النّعم الإلهيّة. 2- واجب شكر الله تعالى على نعمه وفوائد الشكر وبركاته.
التّحليل:
1-   مظاهر النّعم الإلهيّة:
قال الله تعالى:﴿ وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا...﴾(إبراهيم:34)
الآية القرآنيّة
مضمون الآية
النّعم المشار إليها في الآيات
﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ (الإسراء:70)
كرّمنا وخلقنا في أحسن تقويم
خلق الإنسان في أحسن تقويم (صورة وتركيبة)، فضله بنعمة العقل، رزقه من خيرات الكون الطيّبة، سخّر له الدّواب والمراكب والسّفن لتحمله لأي مكان يشاء .
﴿وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35)﴾(يس:33-35)
خلق الكون لأجلنا وسخّر لنا خيراته
تسخير خيرات الأرض ليتمتّع الإنسان بأطعمة متعدّدة ومتنوّعة.
﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78)﴾(النّحل:78)
علّمنا ما لم نعلم
نعمة العقل، نعمة السّمع، نعمة البصر ونعمة الحياة...
﴿...الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا...﴾(المائدة:3)
هدانا للإسلام
نعمة الإسلام

2- واجب شكر الله تعالى على نعمه وفوائد الشّكر وبركاته.
-يشكر الإنسان الله تعالى على نعمه بلسانه بحمده وتسبيحه وبقلبه وجوارحه بطاعته، ومن مظاهر الشّكر آداء الصّلاة وإخراج الزّكاة والصّدقات ومساعدة الفقراء والمساكين وعدم التّبذير و الإعتراف بفضل الله تعالى وعدم جحود النّعمه والتّحدّث بها، كذلك بالصّبر عند البلاء والقناعة في حالة الفقر والغنى.﴿ ... رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ...﴾، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ومن لم يشكر النّاس لم يشكر الله والتّحدّث بنعم الله شكر وتركها كفر». (الإمام أحمد بن حنبل: مسند العشرة المبشرين بالجنّة)
-شكر الله تعالى من صفات المسلم، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«عجبت للمسلم إذا أصابه خير حمد الله تعالى وشكر وإذا أصابته مصيبة احتسب وصبر، المسلم يؤجر في كلّ شيء حتّى في اللّقمة يرفعها إلى فيه».(الإمام أحمد بن حنبل: مسند الكوفيين)
-منفعة الشّكر تعود على الإنسان بالخير والبركة فالله غنيّ حميد ﴿وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12)﴾سورة لقمان.
-من منافع الشّكر الشّعور بالرّاحة والطّمأنينة والتّقرّب من الله تعالى وكسب مرضاته والفوز بالجنّة، تطهير النّفس وتهذيبها وإستقامة السّلوك و ازدياد النّعم وعدم زوالها.
-الكفر بنعم الله تعالى يعرّضها للزّوال فتذهب في غير منفعة و تبدّد وتتلف بدون أن ينتفع بها الإنسان في الدّنيا والآخرة وذلك لغضب الله تعالى والبعد عن رحمته ولعنته وعقابه المحيط بالكافر. قال تعالى:
 ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112)﴾.(النّحل)                                                 
المبحث1:«قل آمنت بالله ثمّ استقم»الدرس1«الإيمان بالله».

1-مفهوم الإيمان:
أ-تعريف الإيمان:
*لغة: تشتق كلمة الإيمان في اللّغة من فعل آمن ومعناه التّصديق.
 *شرعا: الإيمان في الشّرع هو الاعتقاد القلبي الجازم باللّه تعالى والتّصديق بالرّسالات والكتب السّماويّة والملائكة والرّسل والتّصديق باليوم الآخر والقدر خيره وشرّه وتلك أركان الإيمان. فالإيمان ما وُقّر في القلب وأقرّ به اللّسان وصدّقه العمل( إيمان بالقلب، وإيمان ينطق به اللّسان، وإيمان يؤكّده العمل).
لذلك  يقول الله عزّ وجلّ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا (136) ﴾ (سورة النساء) أي إيمانكم لا يكفي، فالإيمان درجات.
ب-الإيمان تصديق و إقبال و الكفر تكذيب و إعراض:      
الإيمان تصديق و إقبال، هناك جانب عقلي وهناك جانب نفسي ، الجانب الأول العقلي الإيمان تصديق لا يزيد ولا ينقص، أما الجانب الثاني من حيث أنه إقبال الإيمان يزداد و ينقص، قال تعالى: ﴿ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ (4) ﴾ (سورة الفتح) يعني أنّ أي عمل صالح تقوم به فيه تضحية وفيه بذل جهد تتألق به فيزداد إقبالك على الله من خلاله، إذاً إيمانك زاد بهذا العمل الصالح، وإن صاحبت الصّالحين قد تتأثر بصحبتهم فيزداد إيمانك وهذا أيضا يخصّ الجانب النّفسي الإقبال، الجانب النفسي يزداد وينقص أما الجانب الاعتقادي ثابت.للذلك الإيمان فيه جانب اعتقادي عقلي وجانب نفسي، الاعتقادي تصديق والنّفسي إقبال.
أمّا الكفر فتكذيب و إعراض ، الكفر فيه جانب عقلي تكذيبي وجانب إعراض،
الإعراض هو أن يقول الإنسان أنا مؤمن لكنّه  معرض عن عبادة الله تعالى و عن العمل الصالح، وعن حضور مجالس العلم .
 

2- تلازم أركان الإيمان ومقتضياتها:
أركان الإيمان ستة :الإيمان بالله وملائكته وكتبه و رسله واليوم الآخر والقدر خيره وشرّه.فلا يكتمل إيمان المسلم إلاّ بالإيمان بهذه الأركان معا وبالعمل بمقتضياتها.
من مقتضيات الإيمان أن نؤمن بوحدانية الله تعالى وبتفرده بصفات الكمال وتنزّهه عن صفات النّقصان، وأن نؤمن بتفرّده بالخلق خالق السّماوات والأرض ومالك الكون وسيده، عالم الغيب والشّهادة، مستجيب الدّعاء،المعطي والمانع ،المعزّ والمذّل،المحيي والمميت والباعث والعادل والقادر والمقتدر...(اُنظر صفات الله وأسماءه). وأمّا الإيمان بالملائكة فيستوجب التّصديق بكلّ الملائكة الّذين خلقهم الله سبحابه وتعالى ومحبتهم دون التفريق بين أحد منهم. والإيمان بالرّسل يقتضي التّصديق بمن أرسله الله تعالى واختصّه بالنّبوّة من البشر والإيمان بأنّهم معصومون من الخطأ في التّبليغ. والإيمان بالكتب السّماويّة يستوجب الإيمان والتّصديق بجميع الكتب السّماويّة التّي أنزلها الله تعالى على أنبياءه ومثالها التوراة و الإنجيل و القرآن الكريم.أمّا الإيمان باليوم الآخر فيقتضي التّصديق بهذا اليوم الّذي يجمع فيه اللّه تعالى الخلائق للحساب. وأخيرا الإيمان بالقدر خيره وشرّه يقتضي التّصديق بقدر الله الكوني وعلمه الأزلي وقضائه العادل ومشيئته النّافذة.

3-أدلّة الإيمان بالله تعالى:
طرق الإيمان ثلاثة أن تتفكر في خلق السّماوات والأرض و في آياته الكونية؟، والتّفكّر في أفعاله وفي آياته التكوينية، وتدبّر كلامه وهو تدبّر لآياته القرآنية.

الآية القرآنيّة
الدّليل
﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) ﴾ ( سورة آل عمران )

التّفكر في خلق السّماوات والأرض وهذا دليل فطري في الإنسان فالبحث عن الإله شعور طبيعي يولد به الإنسان ومثال ذلك قصّة إبراهيم عليه السّلام.
﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (11) ﴾ (سورة الأنعام)
(وَفِي الأَرْضِ آيات لِلْمُوقِنِينَ)سورة الذّاريات:20
(وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا*وَالقَمَرِ إذَا تَلاَهَا*وَالنَّهَارِ إذَا جَلاَّهَا*وَاللّيلِ إذَا يَغْشَاهَا*وَالسَّمَاءِ وَمَا بَناَهَا*وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا)سورة الشمس:1-6
النّظر في أفعال الله تعالى وتأمّل الكون وإدراك وجود خالق وراء الابداع والنّظام الكوني المحكم ومثاله خلق الإنسان، وتنوّع المخلوقات وأسلوب حياتها، وتعاقب اللّيل والنّهار، وتعاقب الفصول الأربعة، ونظام المجرات والكواكب، وقصص الأمم السّابقة، وتفاعل المواد وتركيبتها(علم الفزياء والكمياء)
(فليَنظُر الإنسانُ إلى طَعَامِهِ)سورةعبس:24
(فليَنظُر الإنسانُ ممّ خُلِقَ)سورة الطّارق:5
(أفلاَ ينظُرونَ إلىَ الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ*وإلَى السَّمَاءِ كَيفَ رُفِعَتْ*وإلَى الجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وإلَى الأَرضِ كَيْفَ سُطِحَتْ)سورة الغاشية:17-19
(وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ)الذاريات:21
التّدبّر في آيات الله عزّ وجلّ، التدبر في الآيات القرآنيّة، أي أن تتأمّل وأن تعرض نفسك على هذه الآية أين أنت منها؟هل أنت مطبق لها أم بعيد عنها أم تأخذ منها البعض وتهمل البعض الآخر ؟

4-أثر الإيمان في شخصيّة المؤمن:
آثار نفسية
آثار سلوكيّة
شواهد من القرآن والسّنة
-الشّعور بالرّاحة والطّمأنينة النّفسيّة
-محبة الله محبة صادقة
-الإخلاص في العبادة
-قوّة الإرادة والعزيمة
-التحلّي بالصبر
-التقرّب من الله وكسب مرضاته
- التّوجه له وحده بالدّعاء
 -التوكّل على الله والإستعانة به
-الأمل والتّفاؤل
الإقبال على العمل الصّالح :
-فعل الخير(التّصدّق وإخراج الزّكاة ومساعدة الفقراء والمساكين،إماطة الأذى عن الطّريق،مساعدة الضعفاء كالمسنين وأصحاب الإعاقات والأطفال...)
-برّ الوالدين والإحسان إليهما
-الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر
-نشر روح المحبّة والتّسامح والوئام والتّعاون والتّآزر في المجتمع
(الّذِينَ آمَنُوا وتَطْمَئِنُ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلاَ بِذِكْرِ الله ِتَطْمَئِنُ القُلُوبِ)الرعد:28 (وَهْوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)الحديد4:
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهْوَ مُؤْمُنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)النحل97
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يُؤذِ جاره و من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكرم ضيفه و من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت».البخاري،الجامع الصحيح،كتاب الأدب
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:« الإيمان بضع وسبعون شعبة: فأفضلها قول لا إله إلاّ الله وأدناها إماطة الأذى عن الطّريق.والحياء شعبة من الإيمان».


الدّرس الثّاني: الوحدة والتّنوع بين الرّسالات السّماوية. العناصر: 1-مظاهر الوحدة بين الرّسالات السّماوية. 2-مظاهر التّنوع بين الر...