التفاؤل في القرآن الكريم ...أنت تجد التّفاؤل في كتاب الله من أوّل لحظة
تقرأ فيها كلام الله: أوّل آية في القرآن (بسم الله الرّحمن الرّحيم)
يعني استعانة بالله والاستعانة بالله هي عنوان التّفاؤل فأنا بعون الله استطيع أن
أرد كلّ ميدان وأن أفعل كلّ شيء يرضي الله ويكون متسقًا مع شرعه.
أوّل كلمة في سورة الفاتحة (الحمد لله) كلام في غاية الرّوعة والجمال! الحمد لله على نعمه! أتذكّر نعم الله علي في سمعي وفي بصري، أتذكّر نعم الله علي في عقلي وفي فكري، أتذكّر نعم الله علي في مجتمعي وأسرتي، أتذكّر نعم الله علي في ديني، أتذكّر نعم الله عليّ في أصل خلقتي، أتذكّر نعم الله عليّ في هذا الهواء وهذا الماء وهذه السّماء وهذه الأرض فأقول الحمد لله. لمّا تنظر إلى الحياة بعين (الحمد لله) ستجد أنّ الحياة حلوة. القرآن كلّه يدعو النّاس إلى العمل، يأتي بهم إلى هذه المائدة العظيمة ليقول لهم انطلقوا في حياتكم باعتبار هذه المائدة وقود لكم. لمّا تنظر إلى أوّل آية في سورة البقرة {...ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى...} الهداية تفاؤل عندما تعلم أنّ هذا القرآن سيهديك للّتي هي أقوم ويدلك على كلّ خير ستعلم أنّك أمام كتاب يدفعك إلى العمل والنّشاط والنّظرة الإيجابيّة وأن تبتعد عن السّوداوية في الحياة وتبتعد عن كلّ ما يعيقك عن العمل والتّقديم والإثمار والنّفع العام والإبداع، كلّ ذلك موجود في كتاب الله عزّوجلّ، إقرأ قصص الأنبياء لمّا نرى أن نوحًا عليه السّلام بقي في قومه 950 عامًا {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا }( العنكبوت: 41) وهو يدعو دعاهم ليلا ونهارا سرّا وجهارا هذا ألا يبعث التّفاؤل في نفوسنا؟! هذا النّبيّ العظيم يبقى هذه المدّة الطّويلة وهو في اتجاه معيّن يبين للنّاس شيئًا واحدًا وهو توحيد الله سبحانه وتعالى لا يملّ ولا يكلّ ويعمل بكلّ ما هو متاح له بكلّ طريق بكلّ أسلوب من أجل أن يحقّق هدفه وهذا مثال لكلّ داعية. إبراهيم عليه السّلام وهو يدعو أباه أو يدعو قومه تجده يستعمل أساليب متنوّعة لا يملّ لا يكلّ لا يتوقّف لا يتردّد لا يقول أنا يئست ولذلك الرّبّ سبحانه وتعالى قال لنبيّه محمّد صلّى الله عليه وسلّم عندما بدأ اليأس يداعب قلبه {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ }(الأحقاف: 35 ) اصبر كصبر أولئك الّذين كانوا أهل عزائم قويّة وأهل إرادات تهدّ الجبال. وليس هناك تناقض بين الصّبر والتّفاؤل بل التّفاؤل ركنه الرّكين هو الصّبر، أنك تتفاءل بأنّ الأمور ستكون طيّبة وأنّك ستجد نتائج إيجابيّة وأنّك ستحقّق ما تريد ولكن يجب أن يكون متكأك وعمادك هو الصّبر.
قال تعالى {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }(البقرة: 156 ) قبلها قال تعالى }وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ} (البقرة:155) ،هذا وعد من الله تعالى كتبه على كلّ عباده وأنّه سيكون لكلّ عبد نصيب منه حتّى نبينا محمّد صلّى الله عليه وسلّم كتب عليه نصيبه من البلاء في الزّوجة والولد وفي النّفس والبلد حتّى أنّه اضطر إلى الهجرة من بلد كان يحبّه عليه الصّلاة والسّلام وهذا من البلاء الّذي كتبه الله على العباد كلّهم. هذا يُذكَر في القرآن ليقال أن ما يصيبك من نصب وعوائق ومكدرات وتعب شيء طبيعي قد كتبه الله على كلّ العباد ،لا تظنّ أنك أنت الوحيد عندما تتكدّر عليك الأمور أو تقف في وجهك العوائق أنّك أنت الوحيد في هذا الميدان. بل كلّ النّاس كذلك لكن المؤمن يمضي، واعلم أنّ هذا قد كتب من عند الله سبحانه وتعالى ولا بدّ لك من الصّبر...
أوّل كلمة في سورة الفاتحة (الحمد لله) كلام في غاية الرّوعة والجمال! الحمد لله على نعمه! أتذكّر نعم الله علي في سمعي وفي بصري، أتذكّر نعم الله علي في عقلي وفي فكري، أتذكّر نعم الله علي في مجتمعي وأسرتي، أتذكّر نعم الله علي في ديني، أتذكّر نعم الله عليّ في أصل خلقتي، أتذكّر نعم الله عليّ في هذا الهواء وهذا الماء وهذه السّماء وهذه الأرض فأقول الحمد لله. لمّا تنظر إلى الحياة بعين (الحمد لله) ستجد أنّ الحياة حلوة. القرآن كلّه يدعو النّاس إلى العمل، يأتي بهم إلى هذه المائدة العظيمة ليقول لهم انطلقوا في حياتكم باعتبار هذه المائدة وقود لكم. لمّا تنظر إلى أوّل آية في سورة البقرة {...ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى...} الهداية تفاؤل عندما تعلم أنّ هذا القرآن سيهديك للّتي هي أقوم ويدلك على كلّ خير ستعلم أنّك أمام كتاب يدفعك إلى العمل والنّشاط والنّظرة الإيجابيّة وأن تبتعد عن السّوداوية في الحياة وتبتعد عن كلّ ما يعيقك عن العمل والتّقديم والإثمار والنّفع العام والإبداع، كلّ ذلك موجود في كتاب الله عزّوجلّ، إقرأ قصص الأنبياء لمّا نرى أن نوحًا عليه السّلام بقي في قومه 950 عامًا {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا }( العنكبوت: 41) وهو يدعو دعاهم ليلا ونهارا سرّا وجهارا هذا ألا يبعث التّفاؤل في نفوسنا؟! هذا النّبيّ العظيم يبقى هذه المدّة الطّويلة وهو في اتجاه معيّن يبين للنّاس شيئًا واحدًا وهو توحيد الله سبحانه وتعالى لا يملّ ولا يكلّ ويعمل بكلّ ما هو متاح له بكلّ طريق بكلّ أسلوب من أجل أن يحقّق هدفه وهذا مثال لكلّ داعية. إبراهيم عليه السّلام وهو يدعو أباه أو يدعو قومه تجده يستعمل أساليب متنوّعة لا يملّ لا يكلّ لا يتوقّف لا يتردّد لا يقول أنا يئست ولذلك الرّبّ سبحانه وتعالى قال لنبيّه محمّد صلّى الله عليه وسلّم عندما بدأ اليأس يداعب قلبه {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ }(الأحقاف: 35 ) اصبر كصبر أولئك الّذين كانوا أهل عزائم قويّة وأهل إرادات تهدّ الجبال. وليس هناك تناقض بين الصّبر والتّفاؤل بل التّفاؤل ركنه الرّكين هو الصّبر، أنك تتفاءل بأنّ الأمور ستكون طيّبة وأنّك ستجد نتائج إيجابيّة وأنّك ستحقّق ما تريد ولكن يجب أن يكون متكأك وعمادك هو الصّبر.
قال تعالى {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }(البقرة: 156 ) قبلها قال تعالى }وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ} (البقرة:155) ،هذا وعد من الله تعالى كتبه على كلّ عباده وأنّه سيكون لكلّ عبد نصيب منه حتّى نبينا محمّد صلّى الله عليه وسلّم كتب عليه نصيبه من البلاء في الزّوجة والولد وفي النّفس والبلد حتّى أنّه اضطر إلى الهجرة من بلد كان يحبّه عليه الصّلاة والسّلام وهذا من البلاء الّذي كتبه الله على العباد كلّهم. هذا يُذكَر في القرآن ليقال أن ما يصيبك من نصب وعوائق ومكدرات وتعب شيء طبيعي قد كتبه الله على كلّ العباد ،لا تظنّ أنك أنت الوحيد عندما تتكدّر عليك الأمور أو تقف في وجهك العوائق أنّك أنت الوحيد في هذا الميدان. بل كلّ النّاس كذلك لكن المؤمن يمضي، واعلم أنّ هذا قد كتب من عند الله سبحانه وتعالى ولا بدّ لك من الصّبر...
المصدر: التفاؤل في القرآن الكريم:د. محمد
بن عبد العزيز الخضيري الأستاذ المساعد في جامعة الملك سعود(موقع أهل التّفسير).
بتصرّف.